تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بالعفو عن المدانين في أحداث الكابيتول، في أول أيام تسلمه منصبه في 20 يناير 2025، “لأنهم تحملوا معاملة قاسية في السجن”. وقال: “هؤلاء الناس يعيشون في الجحيم”.
وأضاف في مقابلة مع برنامج “واجه الصحافة” على قناة NBC NEWS، التي تعد الأولى منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، أن أعضاء لجنة مجلس النواب التي حققت في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول كانوا “بلطجية سياسيين”.
وقال ترمب: “بالنسبة لما فعلوه، بصراحة، يجب أن يذهبوا إلى السجن”، لكنه أوضح أنه لن يوجه وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لمعاقبتهم، فيما قال إنه إذا أراد بايدن العفو عن أعضاء اللجنة، فيمكنه القيام بذلك، “وربما يجب عليه ذلك”.
وأشار إلى أنه سيفي بوعده الانتخابي بفرض رسوم جمركية على الواردات من أكبر شركاء أميركا التجاريين. وعند سؤاله عما إذا كان بإمكانه “ضمان عدم دفع الأسر الأميركية المزيد (من التكاليف)”، قال ترمب: “لا أستطيع ضمان أي شيء. لا أستطيع ضمان الغد”.
وسُئل ترمب عن سبب عدم “سرقة الديمقراطيين” الانتخابات الأخيرة، كما اتهمهم سابقاً عند خسارته انتخابات 2020، فأجاب: “لأنني أعتقد أنها كانت كبيرة جداً بحيث لا يمكن التلاعب بها”.
“رسالة الوحدة”
وألقى ترمب باللوم على الرئيس جو بايدن في الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد، لكنه قال إنه لن يعين مدعياً خاصاً للتحقيق مع بايدن. وأضاف: “أنا لا أبحث عن العودة إلى الماضي. الانتقام سيكون من خلال النجاح”.
وأكد أنه في ولايته الثانية سيحمل “رسالة الوحدة”، مضيفاً أنه سيعامل من لم ينتخبوه بنفس الطريقة التي يعامل بها مؤيدي حركته “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”.
وذكر ترمب أنه لا يخطط للتخلي عن منصة “تروث سوشيال”، التي تبلغ قيمتها مليار دولار والتي أطلقها بعد ترك منصبه. وقال: “كل ما أفعله هو إرسال الرسائل”.
وبشأن فريقه الرئاسي، قال ترمب إنه لن يحاول استبدال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي انتقده في الماضي.
وذكر أن أبنائه لن ينضموا إليه كمساعدين في البيت الأبيض، وهو ما يمثل اختلافاً عن ولايته الأولى، عندما عملت ابنته إيفانكا ترمب وصهره جاريد كوشنر كمستشارين كبار في البيت الأبيض.
وفي قضية الهجرة، أعرب ترمب عن انفتاحه تجاه حل تشريعي يسمح لـ”الحالمين” بالبقاء في الولايات المتحدة، وهم من تم جلبهم وهم أطفال وعاشوا لسنوات في البلاد، مشيداً بمن حصلوا على وظائف جيدة وبدأوا أعمالاً تجارية منهم.
كما أعلن أنه ينوي إلغاء منح الجنسية بالولادة، والحماية المنصوص عليها في التعديل الرابع عشر للدستور الذي يضمن المواطنة لأي شخص يولد على أرض الولايات المتحدة بغض النظر عن والديه. وعندما سُئل عن احتمال مواجهة معارضة قانونية، قال ترمب إنه سيفكر في تعديل الدستور.
وبشأن السياسة الخارجية في عهدته الثانية، قال ترمب إنه سيحاول إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن كييف “ربما” تتوقع أنها لن تحصل على نفس القدر من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة عندما يعود إلى منصبه.
وقال إنه سيحافظ على بقاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في حال “دفعوا (الأعضاء الأوروبيين في الحلف) فواتيرهم بالتأكيد”، مشيراً إلى أنه لن يلتزم بإبقاء واشنطن في الحلف إذا لم تف بقية الدول بالإنفاق العسكري المتفق عليه.