فاز المهندس المعماري الصيني ليو جياكون (68 عاماً)، من مدينة تشنغدو في مقاطعة سيتشوان، بجائزة بريتزكر للهندسة المعمارية لعام 2025، وهي أعلى تكريم في مجال الهندسة المعمارية، وأشبه بجائزة نوبل في العمارة.
تمتد مسيرة جياكون المهنية لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها أكثر من 30 مشروعاً يتعلق بمؤسسات أكاديمية وثقافية، ومتاحف فنية، ومساحات مدنية، ومباني تجارية، وتخطيط حضري في جميع أنحاء الصين.
أصبح جياكون المهندس الرابع والخمسين الحائز على جائزة “Pritzker”، وهو ثاني مواطن صيني يحصل على بريتزكر، بعد وانج شو عام 2012، بسبب استمرار حظر الممارسات المعمارية الخاصة في الصين، حتى تسعينيات القرن العشرين.
الكثافة والمساحة
يُعرف جياكون بإنشاء مناطق عامة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، حيث المساحات العامة قليلة، كما يُعرف بإنشاء علاقة إيجابية بين الكثافة السكانية والمساحات المفتوحة.
وأشادت لجنة التحكيم “بقدرة المهندس الفائز على استخدام التقاليد الصينية من دون حنين، ولكن كنقطة انطلاق للابتكار، وتأكيده على الهندسة المعمارية التي تحتفي بحياة المواطنين العاديين”.
وقال جياكون: “لتبسيط الأمر، فإن مهمّة المهندسين المعماريين هي توفير بيئة معيشية أفضل للبشر. يجب أن تكشف الهندسة المعمارية عن شيء ما، كما يجب أن تجعل الصفات المتأصلة لدى السكان المحليين مرئية”.
أضاف: “تمتلك الهندسة المعمارية القدرة على تشكيل السلوك البشري وإيجاد أجواء إيجابية، كما توفّر شعوراً بالسكينة والشعر، وتثير التعاطف والرحمة، وتزرع الإحساس بالمجتمع المشترك”.
العمارة والأدب
وأكد المهندس الفائز على “وجود علاقة جوهرية بين العمارة والأدب. فكلاهما يتطلبان مراقبة المجتمع، والاهتمام الشديد بالسلوك البشري، وكلاهما يتطلبان الصبر أيضاً، فقد استغرق نشر روايته في الصين خمسة عشر عاماً”.
زلزال ونتشوان
حظي جياكون باهتمام وطني عقب زلزال ونتشوان عام 2008، الذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص، إذ استخدم بعض الأنقاض الممزوجة بألياف القمح المحلية والإسمنت، لإنتاج ما أسماه “طوب إعادة الميلاد”.
وقال المهندس حينها: “عندما زرت موقع الكارثة، رأيت جبالاً من الحطام. كان عليهم إعادة بناء كل شيء بسرعة كبيرة، وأدركت أن المواد كانت موجودة هناك. كانت أرخص وأكثر كفاءة وأقوى من استخدام الطوب الجديد”.
وقالت لجنة التحكيم في بيانها: “من خلال مجموعة متميزة من الأعمال ذات التماسك العميق والجودة الثابتة، يتخيّل جياكون ويبني عوالم جديدة، خالية من أي قيد جمالي أو أسلوبي. وهو بدلاً من الأسلوب، طوّر استراتيجية لا تعتمد أبداً على طريقة متكرّرة، بل على تقييم الخصائص والمتطلبات المحدّدة لكل مشروع بشكل مختلف”.
ورأت اللجنة أن المهندس الفائز “يتعامل مع الحقائق الحالية، ويقدّم في بعض الأحيان سيناريوهات جديدة تماماً للحياة اليومية. وإلى جانب المعرفة والتقنيات، فإن الفطرة السليمة والحكمة هما أقوى الأدوات التي يضيفها إلى صندوق أدوات المصمّم”.