قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأربعاء، إن طهران تنفي ما قالت إنها “اتهامات” من لندن في محاولة تهديد أمن بريطانيا، مطالباً إياها بالكف عن مواقفها غير البناءة حيال بلاده ومنطقة غرب آسيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأشار بقائي إلى التزام طهران بالثوابت المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى احترام القوانين والقرارات الدولية، مبدياً الاحترام المتبادل بين البلدين، لافتاً إلى ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ووصف ما طرحه مسؤولون بريطانيون بشأن “تهديد الأمن الوطني البريطاني من قبل إيران بالمزاعم “العارية من الصحة والكاذبة”، معتبراً أنها تشكل نوعاً من محاولة إسقاط لطرف لديه سجل أسود وحافل بالتدخلات المضرة للغاية على حساب الشعب الإيراني، مبيناً أنها اليوم لا تفوت أي فرصة في إيواء ودعم الزمر والعناصر الإرهابية المناوئة لإيران”، وفقاً للوكالة.
وحث بقائي المسؤولين البريطانيين، أن يتخلوا عن سياساتهم الخاطئة ضد الشعب الإيراني، وأن يكفوا عن تحريضهم وترويجهم للإرهاب، بدلاً من التعنت في انتهاج سياسات عدائية وتوجيه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة إلى طهران.
تدقيق بريطاني
وكانت بريطانيا، قد ذكرت الثلاثاء، أنها “ستطلب من الدولة الإيرانية تسجيل كل ما تفعله لممارسة النفوذ السياسي في بريطانيا، الأمر الذي سيعرض طهران لمستوى أعلى من التدقيق فيما وصُف بأنه “نشاط عدائي متزايد”.
وذكر وزير الأمن البريطاني دان جارفيس أنه “سيضع الدولة الإيرانية بما في ذلك أجهزة مخابراتها، والحرس الثوري في المستوى المعزز من نظام تسجيل النفوذ الأجنبي الجديد بالبلاد”.
وأضاف أمام البرلمان “النظام الإيراني يستهدف المعارضين، ويستهدف مؤسسات إعلامية وصحافيين يغطون القمع العنيف الذي يمارسه النظام”.
وفي نوفمبر الماضي، قال رئيس وكالة الاستخبارات الأمنية المعنية بالأمن القومي بالمملكة المتحدة MI5، إن “الوكالة والشرطة تعاملتا منذ يناير 2022 مع 20 مؤامرة مدعومة من إيران لخطف أو اغتيال مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في بريطانيا تعتبرهم طهران تهديداً”.
ممارسات متزايدة
قال جارفيس إن إيران “أصبحت متزايدة الجسارة، وتعمل بجرأة أكبر لتعزيز أهدافها وتقويض أهدافنا. ويدل على هذا حقيقة أن العمل المباشر ضد أهداف المملكة المتحدة تزايد بشدة في السنوات القليلة الماضية”.
وأضاف: “من الواضح أن هذه المؤامرات هي استراتيجية متعمدة من النظام الإيراني لقمع الانتقادات من خلال الترهيب والخوف. وهذه التهديدات غير مقبولة. يتعين التصدي لها في كل مناسبة، وسيجري هذا التصدي”.
في عام 2023، أُدين مواطن نمساوي بتنفيذ “استطلاع معاد على مقر في لندن لقناة إيران الدولية التي تنتقد الحكومة الإيرانية”.
وفي مارس الماضي، تعرض صحافي بريطاني من أصل إيراني يعمل في قناة “إيران” الدولية لإصابات في ساقه في هجوم بالقرب من منزله في لندن.
ودفع هذا شرطة مكافحة الإرهاب إلى “إجراء تحقيق في علاقة استهدافه بعمله في شبكة الأخبار التلفزيونية”.
وذكرت وثيقة حكومية أن نظام تسجيل النفوذ الأجنبي الذي من المتوقع تدشينه في الصيف يقتضي “تسجيل الترتيبات الخاصة بتنفيذ أنشطة تأثير سياسي في المملكة المتحدة بتوجيه من قوة أجنبية”.
ويتيح المستوى “المعزز” من التدقيق لوزير كبير بإلزام بعض الدول بتسجيل مجموعة أوسع من الأنشطة لحماية مصالح بريطانيا.
وقالت الحكومة إن “عدم التسجيل عند اقتضاء الحاجة يعد جريمة جنائية. ولا يمنع النظام ممارسة الأنشطة المسجلة وفق القواعد المتبعة”.