ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال خطاب الاتحاد، الثلاثاء، أن المسؤول عن التفجير الذي أودى بحياة 13 جندياً أميركياً، أثناء الأيام الأخيرة للانسحاب من أفغانستان، في طريقه إلى الولايات المتحدة ليمثل أمام العدالة، ووجه الشكر لباكستان على تعاونها، ولكنه لم يدل بأي تفاصيل إضافية.
وكشف بعدها رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأربعاء، أن قوات الأمن اعتقلت محمد شريف الله، المتهم بالمسؤولية عن الهجوم على القوات الأميركية في 2021 في عملية لمكافحة الإرهاب على الحدود مع أفغانستان، ومن المتوقع أن يصل إلى الولايات المتحدة الأربعاء.
وذكر شريف في بيان على منصة “إكس” أنه “تم القبض على الإرهابي المطلوب في عملية ناجحة أجريت في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية”، مضيفاً أن شريف الله قائد بارز بتنظيم داعش (ولاية خراسان)، وهو مواطن أفغاني.
ومن المتوقع الكشف عن لائحة الاتهام ضد شريف الله بعد وصوله إلى الولايات المتحدة الأربعاء، بحسب ما نقلته “أكسيوس” عن مسؤول الأميركي.
ويُعتقد أن محمد شريف الله، أحد قادة فرع “داعش” في أفغانستان وباكستان، هو من خطط ونسق الهجوم الذي أسفر عن سقوط 13 من أفراد الخدمة الأميركية وحوالي 170 مواطناً أفغانياً، وقد أعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عن هذه العملية.
وقال مسؤول أميركي لديه ارتباط مباشر بالملف، إن شريف الله، المعروف أيضاً باسم “جعفر”، في طور التسليم إلى الولايات المتحدة من باكستان بعد احتجازه من قبل جهاز المخابرات الباكستانية.
وشدد مسؤول أميركي ثان على أن شريف الله هو “العقل المدبر” وراء الهجوم الذي وقع خارج مطار كابول الدولي في 26 أغسطس 2021، وأنه خطط وأشرف على تنفيذ التفجير. وقال المسؤول: “بسبب دوره، كان هدفاً ذا قيمة عالية لمجتمع الاستخبارات الأميركي لعدة سنوات”.
تفاصيل هجوم “آبي جيت”
في 26 أغسطس 2021، هاجم انتحاريان ومسلحان حشوداً من المواطنين الأفغان الذين كانوا يتدفقون إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، أثناء انسحاب القوات الأميركية، مما أسفر عن سقوط حوالي 170 أفغانياً و13 جندياً أميركياً كانوا يؤمنون المطار.
وفي أبريل 2023، قال البيت الأبيض إن قوات حكومة طالبان الأفغانية، قتلت زعيماً كبيراً لتنظيم “داعش” في خراسان، والذي يعتقد مجتمع الاستخبارات الأميركي أنه أذن بهجوم “آبي جيت”. وأعلنت إدارة بايدن آنذاك عن وفاته، لكنها لم تقدم تفاصيل عن هويته.
وبعد تأكيد الكونجرس على تعيين مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف في يناير الماضي، أمره ترمب بإعطاء الأولوية للقبض على مرتكبي تفجير “آبي جيت”، بحسب ما نقل “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين.
وفي الأيام الأولى من توليه منصبه، طلب راتكليف من مسؤولي مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية أن يجعلوا من ذلك أولوية قصوى للوكالة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية في يومه الثاني في منصبه أثار القضية خلال مكالمته الأولى مع نظيره الباكستاني الفريق أول عاصم مالك. وكرر راتكليف هذه الرسالة خلال اجتماعه مع رئيس المخابرات الباكستانية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في منتصف فبراير.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية تتعقب شريف الله لبعض الوقت، ومع ورود معلومات استخباراتية جديدة تحدد مكانه، شاركت الوكالة هذه المعلومات مع جهاز الاستخبارات الباكستاني، الذي نشر بعد ذلك وحدة النخبة للقبض عليه بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية.
تسليم شريف الله
وبعد عشرة أيام من القبض على شريف الله، أجرى راتكليف ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل مكالمة هاتفية مع الجنرال مالك من مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانجلي لمناقشة الخطوات التالية لتسليمه.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي عملت منذ ذلك الحين معاً على تسليمه، حيث شارك راتكليف وباتيل والمدعية العامة بام بوندي شخصياً، وفق “أكسيوس”.
جاء التعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة الاستخبارات الباكستانية بشأن أسر شريف الله بعد عدة سنوات من العلاقات المتوترة بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والباكستانية.
وقال مسؤول أميركي إن هذه التوترات أثرت سلباً على عمليات مكافحة الإرهاب مع الباكستانيين. وقال المصدران إن الولايات المتحدة ترى في اعتقال شريف الله إشارة إلى أن الباكستانيين يريدون إعادة التعاون مع إدارة ترمب بشأن الاستخبارات ومكافحة الإرهاب.