قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو إن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، “يستعد للحرب مع روسيا”، مشيراً إلى أن موسكو تأخذ هذه “المخاطر” في تخطيطها العسكري، ولا تنصح الغرب بأن “يجربها”.
وأتت تصريحات جروشكو، بعد أيام من تصريح للأمين العام للحلف مارك روته وقال فيها إن الوقت قد حان “للتحول إلى عقلية الحرب”.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات لصحيفة روسية نقلتها وكالة “تاس”، إنه “من مصلحة الجميع ألا يتم جلب هذا النوع من التجارب (المخاطر) إلى الوضع الحالي. روسيا سعت بشكل متواصل إلى تجنب الصدام المباشر، بما في ذلك، استعراض قدراتها العسكرية. لدينا كل سبب للاعتقاد بأن الإشارات التي نرسلها، بشأن العواقب المحتملة لصدام محتمل معنا، تتم قراءتها من قبل الجانب الآخر (حلف الناتو)”.
وتابع: “الناتو يحضر لنزاع مسلح مع روسيا. الولايات المتحدة وحلفائها رفضوا اقتراحاتنا لتقوية الأمن العسكري. سلوك الناتو العدواني والمخاطر المباشرة المرتبطة به على أمن روسيا، تؤخذ في حساباتنا للبناء العسكري، والتخطيط الدفاعي”.
واعتبر جروشكو أن مسار الناتو العام “يشكل خطراً على روسيا والسياق العام للأمن الإقليمي والعالمي”.
وتابع: “أعلنوا روسيا على أنها أكبر وأكثر تهديد مباشر لأمن الحلفاء، على المدى الطويل. عبر شيطنة النوايا الروسية، فإن الناتو يحاول تحقيق الأفضلية في كل البيئات العملياتية، ويزيد من حجم قواته بالقرب من الحدود الروسية، ويقوم بتدريبات عسكرية بما في ذلك، مناورات لعمليات هجومية، ويطور من بنيته اللوجيستية للنقل السريع للقوات، والأسلحة، والمعدات”.
وقال جروشكو إن روسيا تبنت خططاً للدفاع الإقليمي، “تعتمد بشكل كبير على الخطط التي استخدمها الحلفاء في الحرب الباردة”.
“الناتو لا يزال مفيداً لواشنطن”
واعتبر جروشكو أن الناتو لا يزال مفيداً لواشنطن، ورجح أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب “من المحتمل أن يدفع لزيادة عوائده من الحلف”، وفق قوله.
وتابع: “لا يجب أن ننسى أن حلف الناتو مفيد للولايات المتحدة. عبر الناتو تستطيع واشنطن الاعتماد على موارد من حلفائها الأوروبيين، وتجبرهم على زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير بعدما تخلت عن السلام. الآن، واشنطن وبروكسل يناقشان زياد الإنفاق العسكري الإلزامي من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي”.
وقال إن “طلبات الأوروبيين تتزايد من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، بإجمالي يصل إلى مئات المليارات من الدولارات. الناتو يخدم كأداة لواشنطن لإجبار حلفائها على تعزيز المصالح الأميركية، بما يتجاوز مناطق التعاون التقليدية للحلفاء، بما في ذلك جهود احتواء الصين”، وفق قوله.
وقال إنه من المحتمل أن الإدارة الأميركية الجديدة “سوف تستكشف طرق جديدة لتعزيز العوائد من الحلف”.
عودة عقلية الحرب الباردة
وتأتي هذه التصريحاتـ فيما اعتبرت “بلومبرغ” أن الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا قبل نحو عامين، أجبرت دول أوروبا على اتخاذ “خطوة متأخرة” في اتجاه التحول من عقلية التبادل التجاري والاقتصادي مع روسيا إلى عقلية الحرب، وذلك في ظل حملات تهدف لزعزعة استقرار القارة.
وأوضحت “بلومبرغ” أن الافتقار الأوروبي إلى سياسة خارجية موحدة للكتلة المكونة من 27 دولة، يعد نقطة ضعف تمكن بوتين من استغلالها، إذ أجبر أكبر صراع شهدته القارة منذ الحرب العالمية الثانية، الاتحاد الأوروبي على مساعدة أوكرانيا، بينما سعى التكتل إلى حماية بلدانه من الانجرار مباشرة إلى صراع أوسع.
وسلطت العديد من استخبارات الدول على طول الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، الضوء على ما تشهده الوكالات العسكرية والاستخباراتية من حملة متصاعدة من الهجمات التي يشنها الكرملين بهدف زعزعة استقرار أوروبا.
وأشارت “بلومبرغ” إلى تصريحات الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قبل أيام، والتي أوضح يها ما كان العديد من زملائه الأوروبيين ينكرونه، من أنه “لقد حان الوقت للتحول إلى عقلية الحرب”.
وعرض روته، وجهة نظره في أول خطاب رئيسي له كأمين عام للحلف منذ توليه المنصب في أكتوبر الماضي، قائلاً: “قد لا تكون أوروبا في حرب كاملة بعد، لكنها بالتأكيد ليست في سلام”.