حثت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، العواصم الغربية، على التوقف عن الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للدخول في محادثات سلام مع روسيا، والعمل على ضمان أن تكون تعهداتها بتقديم ضمانات أمنية إلى كييف “غير فارغة”، وذلك قبل قمة مقررة، الخميس، لقادة الاتحاد الأوروبي.
وقالت كالاس، ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد، لصحيفة “فاينانشيال تايمز”: “لا جدوى من الضغط على زيلينسكي للنظر في مفاوضات السلام، في وقت لا يظهر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي رغبة في إنهاء الحرب”.
وأضافت قبيل قمة الاتحاد الأوروبي التي تناقش استمرار الدعم الأوروبي لكييف، بعد عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض: “لا يمكننا الحديث عن قوات حفظ سلام في وقت لا يوجد فيه سلام، ولماذا لا يوجد سلام؟ لأن روسيا لا تريد السلام”.
وتابعت كالاس: “دعم أوكرانيا الآن أرخص بكثير من تحمل الحرب لاحقاً. روسيا لم تغير أهدافها. يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا في هذا الشأن. ماذا نفعل حقاً الآن؟”.
وأردفت: “السؤال الكبير هو، ما هو ضمان الأمن؟ إذا لم يكن الأمر يتعلق بقوات، وإذا لم يكن يتعلق بأسلحة بعيدة المدى، فما الذي يدافع عنك عندما يهاجمك شخص ما؟”.
وأضافت: “يجب على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي وقعت اتفاقيات ضمان الأمن مع أوكرانيا أن تجيب. ما الذي هم على استعداد لوضعه على الطاولة حقاً، ما يعني أن هذه الضمانات الأمنية لن تكون فارغة؟”.
وقالت كالاس: “لا ينبغي لنا أن نقلل من شأن قوتنا ونبالغ في تقدير قوة روسيا. يتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتعزيز قوة أوكرانيا الآن”.
والقمة المقررة في بروكسل، تأتي لدفع العواصم الأوروبية إلى التفكير في كيفية مواصلة دعمها لأوكرانيا، وتقييم ما إذا كان ذلك ممكناً بدون واشنطن، بعد أن تعهد ترمب بتعليق المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ودفع كييف نحو مفاوضات لوقف إطلاق النار.
وحدة أوروبا وواشنطن
بدوره، قال زيلينسكي لدى وصوله لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الوحدة بين التكتل والولايات المتحدة “ضرورية” لإحلال السلام في أوكرانيا.
وتابع: “بالنسبة لنا، إنها أمر مهم للغاية، وخاصة من بداية العام المقبل، نحتاج بشدة إلى الوحدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أوروبا”.
وأضاف: “نحتاج إلى هذه الوحدة لتحقيق السلام. أرى أن وحدتهما فقط يمكنها حقاً إيقاف بوتين وإنقاذ أوكرانيا”.
وبينما تتقبل العواصم الأوروبية احتمال فرض المفاوضات على زيلينسكي بمجرد تولي ترمب منصبه، فإن تركيز الزعماء ينصب على ضمان دخول كييف في أي محادثات من موقف قوة وعلى سد الفجوات التي قد تنشأ، حال قلصت الولايات المتحدة دعمها.
وبحسب “بلومبرغ”، فإن زعماء الاتحاد الأوروبي يخططون لاستخدام الاستنتاجات المشتركة من قمة الزعماء المقررة، الخميس، للدعوة إلى تكثيف الجهود بشكل عاجل، وخاصة فيما يتعلق بتسليم أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة والصواريخ، فضلاً عن توفير التدريب والمعدات اللازمة للألوية الأوكرانية.
وهذه ليست مهمة سهلة، في ظل استمرار القوات الروسية في التقدم تدريجياً على ساحة المعركة وتستمر صواريخها وطائراتها بدون طيار في استهداف البنى التحتية والمدن الحيوية في أوكرانيا.
وفي حين قدمت أوروبا أكبر قدر من الدعم المالي لكييف، كانت الولايات المتحدة الداعم العسكري الأكثر أهمية لها، لكن أوروبا تفتقر إلى الموارد اللازمة للتعويض عن أي انخفاض كبير في الدعم قد يحدث في ظل ولاية ترمب، وخاصة في الأمد القريب.
كما ستكون قضية استمرار توريد الذخيرة المدفعية لأوكرانيا محل مناقشة. وقال بعض الأشخاص إن أحد التحديات هو أن لا يكون المستشار الألماني أولاف شولتز في وضع يسمح له بتقديم العديد من الالتزامات التي تمتد إلى ما بعد الانتخابات الألمانية المقررة في فبراير، في حين أصبح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضعيفاً سياسياً واقتصادياً.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته، أكد مؤخراً على هذه النقطة، محذراً من أن أوروبا “لا تزال لا تبذل ما يكفي من الجهد لتكثيف دفاعاتها”.
وقد يدفع الحلف العام المقبل نحو أهداف أكثر طموحاً، لإنتاج الأسلحة التي من المرجح أن تدفع أعضاء التحالف إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، من الهدف الحالي البالغ 2%.