شدد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، على أن قواعد اللعبة في سوريا تقوم على مساعدة السوريين على التوافق ومنع توجهات الانفصال من أن تصبح أقوى، داعياً إلى تطبيق “صيغة أستانا”، والعودة إلى التنفيذ الصارم لاتفاقيات إدلب، مشيراً إلى أنت موسكو لديها معلومات بشأن دعم أميركي بريطاني للفصائل المسلحة بسوريا.
واتهم لافروف في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسن، تم بثها الخميس، الولايات المتحدة بتأجيج التهديدات الانفصالية في الشرق السوري، من خلال “دعم بعض الانفصاليين الأكراد باستخدام أرباح بيع النفط والحبوب والموارد التي يحتلونها”، وفق تعبيره.
وكشف وزير الخارجية الروسي، أنه أجرى محادثات مع نظيره التركي هاكان فيدان، والإيراني عباس عراقجي لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا وجرى الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى في الدوحة، الجمعة.
وأكد لافروف، أن “النقطة المدرجة في النقاش هي فتح الطريق السريع M5 من دمشق إلى حلب، والذي سيطر عليه الإرهابيون بالكامل الآن. ونحن (كوزراء خارجية) نود مناقشة الوضع. آمل أن أتمكن من القيام بذلك الجمعة. كما يتواصل أفراد الجيش والأمن من الدول الثلاث بعضهم مع بعض.
وأشار وزير الخارجية الروسي في حديثه، إلى أن تركيا تسيطر على منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، لافتاً إلى أنه كان عليها فصل من وصفهم “بالإرهابيين” عن المعارضة، لكن ذلك لم يحدث.
وقال لافروف، إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في عامي 2019 و2020 نصت على أن يتولى “أصدقاؤنا الأتراك” السيطرة على الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، و”هي المنطقة نفسها التي انطلق منها الإرهابيون للسيطرة على حلب”.
وبشأن الجهات الداعمة للفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب وحماة، قال لافروف: “لدينا معلومات عن ذلك، ونود أن نناقش هذا الأمر مع جميع شركائنا في هذه العملية، وكيفية قطع قنوات تمويلهم وتسليحهم”.
لافروف: واشنطن ولندن تدعمان الفصائل
وأضاف: “تشير المعلومات المتوفرة علناً، على وجه الخصوص إلى الأميركيين والبريطانيين وغيرهم. ويقول البعض إن إسرائيل مهتمة بتفاقم الوضع حتى تُبقي غزة بعيدة عن الأضواء، هذه لعبة معقدة وهناك العديد من الجهات الفاعلة المعنية. وآمل أن تساعد الاجتماعات المقرر عقدها هذا الأسبوع على الوصول إلى سلام دائم”.
وكانت الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، أعلنت السيطرة على مدينة حماة بالكامل، إضافة إلى مطارها العسكري، بعد انسحاب قوات الجيش السوري منه.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات تشنها “جماعات إرهابية” على محافظتيْ حلب وإدلب، مشيرة إلى أن الفصائل المسلحة تتلقى دعماً من الخارج.
وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي: “التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية في الأيام القليلة الماضية، لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج… حصلت هذه الجماعات على مسيرات وتدريب من الخارج”، بحسب ما أوردته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.
وتابعت في إشارة إلى هجوم قاده فصيل “هيئة تحرير الشام” على بلدات سوريا منذ أيام: “ندين بشدة هذا الهجوم، وفي مقدمته الإرهابيون المعترف بهم على هذا النحو من قبل مجلس الأمن الدولي. نلفت الانتباه إلى أن بينهم العديد من المقاتلين الأجانب، ومن بينهم مهاجرون من منطقة دول الاتحاد السوفيتي السابق”.