أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، أن الولايات المتحدة تتوقع مشاركة الآلاف من جنود كوريا الشمالية الذين يُعتقد أنهم متمركزون في منطقة كورسك الحدودية في روسيا، “قريباً”، في العمليات القتالية ضد أوكرانيا.
يأتي هذا الإعلان وسط انتقادات دولية بشأن التعاون العسكري المتزايد بين موسكو وبيونج يانج، بعدما أشارت تقارير إلى أن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا، وزوّدتها بكميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة لدعم حربها ضد أوكرانيا.
وقال أوستن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء فيجي، سيتيفيني رابوكا، على هامش زيارته إلى فيجي، إن نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي يُعتقد أنهم متمركزون في منطقة كورسك الحدودية الروسية، حيث يجري “دمجهم في التشكيلات الروسية”.
ورداً على سؤال بشأن ورود تقارير تفيد بأن “جنرال كوري شمالي بازر أصيب” في هجوم أوكراني مؤخراً، أجاب أوستن: “فيما يتعلق بإصابة مسؤول كوري شمالي كبير، فأنا على علم بالتقرير، ولكنني لا أستطيع تأكيد أي شيء لكم في الوقت الراهن”، وفق ما أوردت شبكة C-SPAN الأميركية.
وأوضح أوستن، أنه لم ير “تقارير مهمة”، عن جنود كوريين شماليين “يشاركون بفعالية في القتال” حتى الآن، مضيفاً: “قلت منذ فترة، قبل يومين، إنه يوجد نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك، وإنهم يجري دمجهم في التشكيلات الروسية”.
وتابع: “وبناءً على ما تدرّبوا عليه، والطرق التي دمجوا بها في التشكيلات الروسية، أتوقع بالتأكيد رؤيتهم يشاركون في العمليات القتالية قريباً”.
وقال مشرعون كوريون جنوبيون، هذا الأسبوع، إنه جرى نشر نحو 10 آلاف و900 جندي كوري شمالي في كورسك ضمن وحدات روسية محمولة جواً، ووحدات بحرية تواجه القوات الأوكرانية.
“جنرال مجهول”
وأفادت صحيفة “وول ستريت جونال”، بأن القيادة العامة في كوريا الشمالية كلّفت الجنرال كيم يونج بوك، بمهمة دمج القوات الكورية الشمالية مع نظيرتها الروسية، للمشاركة في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من عامين في أوكرانيا.
ونادراً ما يُرى الجنرال كيم، أو حتى يُذكَر في الأماكن العامة، إذ كان دوره بقيادة القوات الخاصة في كوريا الشمالية يتطلب منه أن يظل بعيداً عن الأضواء لإخفاء هويته، لكنه الآن بات شخصية عامة.
وكيم هو أعلى مسؤول عسكري كوري شمالي في روسيا، وهناك اعتقاد بأن نائب رئيس الأركان العامة للجيش، بات مكلفاً بدمج القوات الكورية الشمالية مع القوات الروسية، واستيعاب رؤى ساحة المعركة وإنشاء خط أنابيب للمستقبل.
وكانت أوكرانيا وأجهزة استخبارات غربية، أشارت الشهر الماضي، لوجود نحو 11 ألف جندي مشاة كوري شمالي يتدربون حالياً في شرق روسيا، فيما رجح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن يصل عدد الجنود الكوريين الشماليين المرسلين إلى روسيا إلى 100 ألف جندي.
ووفقاً لمسؤولين أوكرانيين وكوريين جنوبيين، أُرسل الجنرال كيم من بين نحو 500 ضابط كوري شمالي إلى روسيا، كما أن الجنود الكوريين الشماليين حصلوا على بطاقات هوية مزيفة لإخفائهم كجنود روس، وانتقلوا إلى الخطوط الأمامية حاملين معدات روسية ويرتدون زياً روسياً.
وعززت كوريا الشمالية وروسيا تعاونهما إلى حد كبير في العامين الماضيين، ففي يونيو الماضي، وقعتا على صفقة دفاعية رئيسية تتطلب من كلا البلدين استخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية، إذا تعرض أي منهما للهجوم.