تعد باقة الغربية إحدى المدن المركزية في منطقة المثلث ذات الغالبية العربية، وهي إحدى المدن التابعة للواء حيفا.
تقع المدينة شمال طولكرم على بعد نحو 12 كيلومتراً، وتحيط بها قرى قفين، ونزلة عيسى، وباقة الشرقية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى ميسر وجيت.
باقة الغربية هي خامس أكبر مدينة عربية داخل حدود فلسطين التاريخية لعام 1948، بعد الناصرة وأم الفحم وشفا عمرو والطيبة.
أصل التسمية
اختلف المؤرخون حول أصل اسم “باقة”. بعضهم يرى أنه مشتق من كلمة “الحزمة” من الزهر أو البقل، وهناك رأي للدكتور محمد عقل يفيد بأن الاسم يعود إلى “قرية باقاط” في اللغة المصرية القديمة، وتعني “الثُلث” أو “الربع”، نسبةً إلى نظام المحاصصة في زراعة الأراضي. أما الأديب فاروق مواسي فيرى أن الاسم مرتبط بكلمة “باخوس”، المزعوم أنه إله الخمر عند الرومان.
تاريخ المدينة
يعود تاريخ باقة الغربية إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث ورد ذكرها في كتاب “السلوك في معرفة دول الملوك” للمقريزي. وفي القرن الثالث عشر، قام السلطان الظاهر بيبرس بمنح أراضيها مناصفة بين أميرين ممن شاركوا في مقاومة الغزاة.
الوثائق العثمانية تشير إلى وجود باقة منذ عام 1841، حيث كان عدد سكانها حينها حوالي 380 نسمة. في العام نفسه، شيد أول مسجد في القرية، وهو المسجد القديم الذي لا يزال قائماً.
في فترة الانتداب البريطاني
خلال الانتداب البريطاني، تعرضت باقة كغيرها من القرى الفلسطينية لسياسات القمع والتهجير أثناء الثورة الكبرى (1936-1939). شهدت القرية اشتباكات مع القوات البريطانية التي ردت بقصف مدمر أتى على معظم منازلها وأجبر سكانها على النزوح مؤقتاً.
تقسيم المدينة
بموجب اتفاقية رودس عام 1949، قُسمت باقة إلى شطرين: باقة الغربية التي وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية، وباقة الشرقية التي بقيت تحت الإدارة الأردنية (واليوم تحت إدارة السلطة الفلسطينية).
الوضع الحالي
يبلغ عدد سكان باقة الغربية اليوم نحو 32 ألف نسمة، وهي تضم عائلات قدمت من مناطق مختلفة في فلسطين، إضافة إلى بقايا أسر مصرية استقرت هناك خلال الحملة المصرية.
تشتهر المدينة بورش العمل والمصانع الصغيرة التي تنشط في مجالات متعددة، إلى جانب دورها في مواسم جني الزيتون، حيث تعود معاصرها للعمل بكثافة مع بدء القطاف.
تحديات الجدار
أدى بناء جدار الفصل إلى فصل المدينة عن شقيقتها باقة الشرقية، ما زاد من صعوبة التنقل بينهما وأثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكانها، مع ازدياد البطالة وتراجع الأنشطة التجارية.
باقة الغربية تظل نموذجاً لصمود مدينة فلسطينية احتفظت بجذورها العريقة رغم كل التحديات.