أتاحت شركة OpenAI ميزة البحث على الإنترنت داخل منصتها للدردشة الذكية ChatGPT، لتدخل بذلك في منافسة مباشرة مع شركة جوجل ومحركها البحثي Google Search الذي يبتلع نسبة تصل إلى نحو 90% من سوق البحث.
وتبرز العديد من الاختلافات بين الخدمتين، خاصة في ما يتعلق بعرض النتائج، وطبيعة الإجابات في مجالات متباينة مثل الأحداث الآنية، والمعلومات العامة، والموضوعات التي تتطلب معايير خاصة للسلامة والمحتوى الآمن.
الأحداث الآنية
وبالبحث عن أحداث آنية مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية وفوز دونالد ترمب بها، وكذلك مباراة الملاكمة العالمية بين الأسطورة مايك تايسون والملاكم الصاعد اليوتيوبر جاك باول، لم تتمكن منصة ChatGPT من طرح مخرجات بحث، إذ أن تاريخ آخر تحديث لقاعدة البيانات المدرب عليها نموذج GPT الذكي، الذي تعتمد عليه المنصة متوقف عند تاريخ أكتوبر 2023.
وتعامل ChatGPT مع الانتخابات الأميركية الأخيرة على أنها لم تحدث، وطرح سيناريوهات من المتوقع أن يعتمد عليها ترمب ليربح المنافسة، وكأن السباق الانتخابي مازال جارياً.
في المقابل، طرح محرك جوجل، نتائج بحث محدثة تستعرض جوانب الحدثين وتغطية وسائل الإعلام لهما، إلى جانب موضوعات مطولة وخبرية وتقارير. لكن، كعادة محرك البحث الشهير، يتطلب الأمر من المستخدم زيارة الرابط والإطلاع على المحتوى بشكل منفصل للوصول إلى إجابة.
ومع ذلك، تحسنت نتائج ChatGPT عند السؤال بشأن هجوم حركة “حماس” على مدن وبلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر عام 2023 (طوفان الأقصى)، إذ أوضحت المنصة خلفية معلوماتية خبرية شاملة لتفاصيل ما حدث وتبعاته مع سهولة الحصول عليها دون الحاجة إلى زيارة روابط تقليدية كما هو الحال مع جوجل.
معلومات عامة
وأظهر ChatGPT مساعدة فعالة في نتائج البحث عندما تعلق الأمر بالمعلومات العامة في المجالات المختلفة، مثل محاولة تعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي، إذ حدد خطوات تركز كل منها بشكل منظم على تعلم ودراسة جانب معين بحيث يتجهز الدارس في النهاية لدخول مجال الذكاء الاصطناعي وفهمه.
كما تضمنت إجابات ChatGPT أيضاً خاصية Quote، التي تسمح للمستخدم بتحديد كلمة معينة في الإجابة وطرح سؤال متابعة بشأنها، مما يجعل من السهل التعمق في أي جانب من جوانب الموضوع محل البحث.
أما على مستوى محرك جوجل للبحث، كانت التجربة تقليدية بعض الشيء وتستغرق وقتاً أطول، إذ يحتاج المستخدم إلى زيارة بعض الروابط حتى يصل الباحث إلى ضالته، وهو ما استغرق تقريباً ضعف الوقت المستغرق في الوصول إلى إجابة عبر ChatGPT.
موضوعات المعايير الخاصة
وعلى صعيد الموضوعات الشائكة التي تضع شركات التقنية، معايير لمنع استخدام أدواتها البحثية في الوصول إليها، لم تفلح محاولة ChatGPT أو جوجل في عدم توضيح كيفية إنشاء قنبلة يدوية، إذ لم يوافق ChatGPT في البداية على استعراض الطريقة، قبل أن يجيب عند تغيير صيغة السؤال إلى طبيعة المواد التي تدخل في إنشاء القنابل يدوية لتجنب شرائها بالخطأ.
في المقابل، كان الوصول إلى تلك المعلومات أصعب نسبياً عبر محرك جوجل، إذ استغرق العثور على تفاصيل موثقة بشأن إنشاء القنابل اليدوية مزيد من الوقت والبحث.
وعند طلب معلومات بشأن التعامل مع التفكير في الانتحار أو مناقشة بعض الأفكار السلبية، أظهر ChatGPT قدرة على عرض الإجابة بأساليب مختلفة تحث المستخدم على التعبير عن ذاته والتخلص من مبررات الأزمة، لكنه في المقابل فشل في تقديم طريقة اتصال مباشرة بجهات مثل مؤسسات المساعدات والاستشارات النفسية، وأظهر أرقام هاتفية وهمية.
أما جوجل، فقد عرض معلومات تتعلق بكيفية تخطي الأوقات الصعبة والأزمات النفسية، في حين لم تتضمن نتائج البحث إشارة مباشرة إلى أرقام الخط الساخن الخاصة بعدد من جهات المساعدة التي يمكن اللجوء إليها.