التحقيق في أضخم سرقة عملات مشفّرة في العالم
27 فبراير 2025 – 15:59



اتّهم مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي”، كوريا الشمالية بالوقوف خلف سرقة عملات مشفّرة بقيمة 1,5 مليار دولار الأسبوع الماضي، في أضخم عملية نهب من نوعها في تاريخ الأصول الرقمية.
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في بيان أمس الأربعاء، إنّ كوريا الشمالية “مسؤولة عن سرقة ما يقرب من 1,5 مليار دولار أميركي من الأصول الافتراضية من بورصة العملات المشفرة، بايبت”.
والجمعة، أعلن المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة “بايبت” بن تشو على منصة إكس، أنّ “حوالى 400 ألف إيثريوم” سُرقت خلال العملية.
من جانبه، قال مكتب التحقيقات الفدرالي إنّ منظمة كورية شمالية تدعى “ترايدر ترايتر” (TraderTraitor) ومعروفة أيضًا باسم “مجموعة لازاروس” تقف وراء السرقة.
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ “مجموعة لازاروس”، “حوّلت بسرعة جزءًا من الأصول المسروقة إلى بيتكوين وأصول رقمية أخرى موزّعة على آلاف العناوين على العديد من سلاسل الكتل”.
والإيثريوم هي ثاني أكبر عملة مشفّرة في العالم من حيث القيمة السوقية.
وتستخدم العملات المشفرة، الأصول الرقمية القائمة على تقنية “بلوكتشين” (Blockchain) (سلسلةالكتل) وهو سجل افتراضي لا مركزي، من قبل جهات غير قانونية إذ يمكن تحويلها بسهولة وتتبعها أصعب من متابعة تحويل الأموال من حساب مصرفي تقليدي.
وأضاف مكتب التحقيقات الفدرالي: “من المتوقّع الآن أن يتمّ غسل هذه الأصول وتحويلها إلى عملة ورقية”.
واشتهرت مجموعة لازاروس قبل حوالي عقد من الزمن، عندما اتُهمت باختراق شركة الإنتاج الأميركية سوني بيكتشرز إنترتينمنت، في هجوم انتقامي بعد إصدار فيلم “المقابلة” الذي سخر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ويعود برنامج الحرب السيبرانية في كوريا الشمالية إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي على الأقل.
وبحسب تقرير صادر عن الجيش الأميركي في العام 2020، فإنّ وحدة الحرب السيبرانية في كوريا الشمالية، “المكتب 121″، تضم ستة آلاف عضو يعملون أيضًا من الخارج، خصوصًا من بيلاروسيا والصين والهند وماليزيا وروسيا.
وعلى الرغم من كونها مشفّرة، ولا يوجد مكان مركزي مُخصّص لتخزين البيانات، إلا أن العملات الرقمية ليست محصّنة تمامًا ضد الاختراق، لأن الأموال تُخزَّن في محافظ رقمية تعَد هدفًا أسهل بكثير من تكنولوجيا البلوكتشين.
ويتزايد الاهتمام بالعملات المشفّرة باستمرار بسبب إمكانية مضاعفة الاستثمارات بسرعة، لكن فرصة كسب المال السهل تأتي دائمًا مع المخاطر والتحديات التي يحتاج المرء إلى إدراكها.