أرسل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزيري الخارجية والزراعة الأوكرانيين إلى سوريا للقاء قادتها الجدد في مسعى دبلوماسي للاستفادة من تراجع نفوذ موسكو في البلاد بعد الإطاحة بحليفها الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفق صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الذي التقى قائد “هيئة تحرير الشام” الذي وصفته بـ “الزعيم الفعلي لسوريا”، أحمد الشرع، في دمشق، الاثنين، قوله: “ننطلق من حقيقة أن سوريا الجديدة ستصبح دولة تحترم القانون الدولي، بما في ذلك سلامة أراضي أوكرانيا”.
وأضاف سيبيها أن “نظامي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسد دعما بعضهما البعض لأن أساسهما هو العنف والتعذيب”.
وكان الأسد، الذي فر إلى موسكو بعد الإطاحة بنظامه من قبل جماعات المعارضة المسلحة، قد اعترف بالسيطرة الروسية على أجزاء من شرق أوكرانيا بعد الغزو الروسي لكييف في عام 2022، مما دفع كييف إلى قطع العلاقات مع دمشق.
وقال زيلينسكي، عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، إن أوكرانيا “مستعدة لتطوير علاقات استراتيجية طويلة الأمد” مع سوريا الجديدة، معرباً عن رغبة بلاده في المساعدة في تزويد دمشق بالإمدادات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن 500 طن من دقيق القمح ستصل إلى سوريا، الثلاثاء، كشحنة أولى في إطار برنامج “الحبوب من أوكرانيا” الإنساني بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي. وتابع: “سيكون هناك المزيد من الشحنات، وكذلك المزيد من التعاون وتبادل المنفعة في العديد من المجالات”.
أوكرانيا بدلاً من روسيا
وقالت “فايننشيال تايمز” إن أوكرانيا تسعى لحل محل روسيا كمورد رئيسي للحبوب لدمشق بعد الإطاحة بالأسد، لافتة إلى أن الشحنة الأولي من القمح الأوكراني تمثل جزءاً بسيطاً مما تحتاجه سوريا، لكن كييف تقول إن هناك المزيد من الشحنات في الطريق.
وقال سيبيها إنه نقل رسالة من زيلينسكي إلى الشرع يقول فيها: “نحن معكم ومستعدون للمساعدة في استعادة الحياة الطبيعية والاستقرار والأمن الغذائي”. وأشار الوزير الأوكراني، في تصريحات نقلتها عنه وسائل الإعلام الرسمية السورية، إلى أن “الشاحنات العشرين التي ستصل يوم الثلاثاء هي هدية، والشحنات المستقبلية ستكون أكبر”.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن بلاده وأوكرانيا تناقشان إقامة شراكات استراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني، أضاف الشيباني أن إدارته منفتحة على استقبال أي وفود من الدول العربية والأجنبية، مؤكداً أنها “تهدف إلى طي صفحة القطيعة الدولية التي شهدتها البلاد في عهد النظام القديم”.
وبشكل منفصل، قال الشيباني، في منشور على منصة “إكس”، إنه سيقوم بأول زيارة رسمية له إلى الخارج كوزير للخارجية إلى المملكة العربية السعودية.