أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن حلف شمال الأطلسي “الناتو” من المقرر أن يعقد “محادثات طارئة” مع أوكرانيا، الثلاثاء، وذلك في ضوء الهجوم الروسي على مدينة أوكرانية بصاروخ باليستي أسرع من الصوت، مما أدى إلى تصعيد الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 33 شهراً.
وقالت المتحدثة باسم “الناتو” فرح دخل الله لصحيفة “واشنطن بوست”، إن موسكو تهدف إلى “ترهيب أولئك الذين يدعمون أوكرانيا”، مضيفة أن “نشر هذه القدرة لن يغير مسار الصراع، ولن يردع حلفاء الناتو عن دعم أوكرانيا”.
وألغى البرلمان الأوكراني جلسته مع تشديد الإجراءات الأمنية، في أعقاب الضربة الروسية، الخميس، على منشأة عسكرية في مدينة دنيبرو.
وأفاد مسؤولون عسكريون أوكرانيون، بأن الصاروخ الذي ضرب دنيبرو بلغ سرعته 11 ماخ، وكان يحمل ستة رؤوس حربية غير نووية، يطلق كل منها ستة ذخائر عنقودية.
وقالت وكالة استخبارات الدفاع الأوكرانية، إن صاروخ “أوريشنيك”، الذي يعني اسمه بالروسية “شجرة البندق”، أطلق من موقع إطلاق الصواريخ “كابوستين يار” في منطقة أستراخان الروسية، وحلق قبل 15 دقيقة من ضرب دنيبرو. وأضافت أن تجارب إطلاق مماثلة أجريت في أكتوبر 2023، ويونيو 2024.
وضرب هجوم الخميس، مجمع Pivdenmash الذي كان يصنع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عندما كانت أوكرانيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي.
وتقع المنشأة العسكرية على بعد حوالي 4 أميال جنوب غرب وسط دنيبرو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة، وهي رابع أكبر مدينة في أوكرانيا ومركز رئيسي للإمدادات العسكرية والمساعدات الإنسانية، وهي موطن لأحد أكبر المستشفيات في البلاد لعلاج الجنود الجرحى من الجبهة قبل نقلهم إلى كييف أو إلى الخارج.
رسالة بوتين للغرب
وفي تحذير مباشر للغرب، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن الهجوم بصاروخ “أوريشنيك” متوسط المدى كان رداً على استخدام كييف لصواريخ أميركية وبريطانية طويلة المدى، لضرب عمق الأراضي الروسية.
واعتبر بوتين أن أنظمة الدفاع الجوي الغربية “لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد”.
وفي حديثه مع قيادة وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري ومطوري الصواريخ في الكرملين، قال بوتين، إن روسيا بدأت إنتاج صاروخ “أوريشنيك”. وأضاف وهو يبتسم: “لا أحد في العالم يمتلك مثل هذه الأسلحة، عاجلاً أم آجلاً ستحصل عليها دول رائدة أخرى أيضاً، نحن ندرك أنها قيد التطوير”.
ولكنه اعتبر أن روسيا “لديها هذا النظام الآن، وهذا الأهم”.
وأعلن بوتين استمرار اختبار هذا الصاروخ “بما في ذلك خلال القتال، اعتماداً على الوضع وطبيعة التهديدات الأمنية التي تنشأ ضد روسيا”، مشيراً إلى وجود “مخزون من مثل هذه الأنظمة جاهزة للاستخدام”.
وقال الجنرال سيرجي كاراكاييف، رئيس القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية، إن صاروخ “أوريشنيك” يمكن أن يصل إلى أهداف في جميع أنحاء أوروبا، ويمكن تزويده برؤوس حربية نووية أو تقليدية.
وواصل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف انتقاداته، الجمعة، وألقى باللوم على “القرارات والأفعال المتهورة التي اتخذتها الدول الغربية” في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا لضرب روسيا.
وقال: “لقد أظهر الجانب الروسي بوضوح قدراته، كما تم تحديد الخطوط العريضة للإجراءات الانتقامية الإضافية في حالة عدم أخذ مخاوفنا في عين الاعتبار”.
أوربان: ستكون هناك عواقب
وكرر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يُنظَر إليه على نطاق واسع في الاتحاد الأوروبي على أنه صديق للكرملين، نفس النقاط التي طرحتها موسكو، مشيراً إلى أن استخدام الأسلحة الأميركية من قبل أوكرانيا، يتطلب على الأرجح تدخلاً أميركياً مباشراً.
وقال أوربان في تصريحات لإذاعة حكومية محلية: “هذه صواريخ يتم إطلاقها ثم توجيهها إلى هدف عبر نظام إلكتروني، وهو ما يتطلب أحدث تكنولوجيا في العالم، وقدرة على الاتصال عبر الأقمار الصناعية، وهناك افتراض قوي.. بأن هذه الصواريخ لا يمكن توجيهها دون مساعدة من أفراد أميركيين”.
وحذّر أوربان من الاستخفاف بردود الفعل الروسية، مؤكداً أن التعديلات الأخيرة التي أجرتها موسكو على عقيدتها النووية، لا ينبغي اعتبارها “خدعة”. وقال: “إنها ليست خدعة.. ستكون هناك عواقب”.
بدوره قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الجمعة، إن الصراع “دخل مرحلة حاسمة”، و”أخذ أبعاداً دراماتيكية للغاية”.
وفي كييف، وصف وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الضربة الصاروخية التي وقعت، الخميس، بأنها “خطوة تصعيدية ومحاولة من جانب الدكتاتور الروسي لتخويف سكان أوكرانيا وتخويف سكان أوروبا”.
وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، أعرب ليبافسكي عن دعمه الكامل لتسليم أنظمة دفاع جوي إضافية لحماية الأوكرانيين من “الهجمات الروسية”.
وأكد أن التشيك لن تفرض أي قيود على استخدام أسلحتها ومعداتها المقدمة لأوكرانيا.