حث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، جيش بلاده، على تعزيز القدرات النووية للبلاد “بلا حدود” لمواجهة التهديدات التي تشكلها الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الاثنين.
وفي حديثه في مؤتمر لقادة الكتائب، حث كيم جيشه على استكمال الاستعدادات للحرب بعد إرسال آلاف الجنود إلى روسيا لمساعدتها في الحرب على أوكرانيا، واتهم الولايات المتحدة بإطالة أمد الصراع من خلال توريد الأسلحة لدعم كييف، حسبما أفادت “بلومبرغ”.
وقال كيم، في إشارة إلى الشراكة التي وصفها بأنها نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي: “لن تفلت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية أبداً من المسؤولية باعتبارهم المسؤولين عن تدمير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة”.
واعتبر كيم، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية “أن المهمة الأكثر أهمية لقواتنا المسلحة هي الاستعداد للحرب”.
وتأتي تعليقات كيم في أعقاب اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في ليما، بيرو. وقال بايدن إن الجهود المنسقة ضرورية “لمواجهة تعاون كوريا الشمالية الخطير والمزعزع للاستقرار مع روسيا”.
ولدعم تهديدها النووي، اختبرت بيونج يانج الشهر الماضي ما وصفته بصاروخ باليستي عابر للقارات جديد حقق رحلة قياسية، حيث تتطلع إلى تعزيز قدرتها على ضرب الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا. كما استعرض كيم مصنعاً لتخصيب اليورانيوم للقنابل النووية.
وقال كيم إن الولايات المتحدة تطيل أمد الحرب في أوكرانيا من خلال توفير الأسلحة لكييف وجر المزيد من البلدان إلى الصراع، مما يثير القلق من اندلاع حرب عالمية ثالثة. ولم يشر إلى القوات من كوريا الشمالية التي تم إرسالها إلى روسيا لمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا.
وحتى الآن أرسلت كوريا الشمالية أكثر من 10 آلاف جندي للقتال إلى جانب الجيش الروسي في منطقة كورسك الروسية، وفق تقديرات استخباراتية أميركية، حيث احتلت القوات الأوكرانية جزءاً من الأراضي الحدودية منذ توغل مفاجئ في أغسطس الماضي
وقد ينتهي الأمر ببيونج يانج إلى نشر ما يصل إلى 100 ألف جندي لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا إذا استمر التحالف بين بيونج يانج وموسكو في التعمق، وفقاً لأشخاص مطلعين على التقييمات التي أجرتها بعض دول مجموعة العشرين. وأضافوا أن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة، ومن المرجح أن تحدث على دفعات مع تناوب القوات بمرور الوقت بدلاً من نشرهم دفعة واحدة.
كما اتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، كيم مراراً وتكراراً بإرسال الذخائر والصواريخ الباليستية لمساعدة بوتين، حيث تقدر كوريا الجنوبية أنه تم إرسال ما يصل إلى 8 ملايين طلقة.
وشجعت العلاقات المتنامية بين بيونج يانج وموسكو، كيم، على تصعيد العداء تجاه كوريا الجنوبية، في حين أثارت المخاوف بشأن قدرة كوريا الشمالية على تعزيز جيشها ودعم نظامها بدعم روسي.
وأثار قرار كيم بإرسال قوات كورية شمالية للانضمام إلى قتال روسيا ضد أوكرانيا قلق حلفاء كييف، الذين حذروا من أن هذا يخاطر بتفاقم ما هو بالفعل أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن المرجح أن يثير بعض الزعماء قضية التدخل العسكري الكوري الشمالي، بما في ذلك مع الصين، في قمة زعماء مجموعة العشرين التي تبدأ الاثنين في البرازيل.