انطلق معرض “الأبد هو الآن” في دورته الرابعة، في هضبة الأهرامات بالجيزة، بمشاركة 12 فناناً عالمياً، قدّموا أعمالاً متنوّعة بين منحوتات، وتركيبات ولوحات، وتصميمات، وأشكال تجريدية.
تعكس الأعمال المشاركة، تأثّر الفن المعاصر بالحضارة المصرية القديمة، والعلاقة الممتدة بينهما، وتسعى لاكتشاف المعاني الاستثنائية في الأشياء المعتادة.
المعرض يستمر حتى 16 نوفمبر المقبل، وتنظّمه مؤسسة “كلتشرفيتور- أرت دي إيجيبت”، وهو تحوّل إلى فعالية سنوية تلقى اهتماماً من قِبل المصريين والسائحين على السواء.
تُعرض أعمال الفنانين في مساحة مفتوحة، وفي خلفيتها هرم خوفو الأكبر، الذي يعدّ الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع.
أمام الهرم الأكبر، جذب عمل “المعابد الأربعة” للفنان الكوري إيك- جونج كانج، أنظار زوّار الأهرامات، بمكعّباته المكتوب عليها باللغة الكورية، وألوانه الزاهية.
يقول الفنان: فكرة العمل تقوم على الانسجام والسلام من خلال التواصل والتبادل المعرفي؛ فجدران المعابد الأربعة مكتوبة بـ 4 لغات هي: الكورية والإنجليزية والعربية والهيروغليفية”.
وأوضح أنه يوجد داخل المكعّبات، 5 آلاف رسمة قدّمها الأطفال من مصر وكوريا واللاجئين، فضلاً عن اللاجئين من كوريا الشمالية، الذين نزحوا خلال الحرب الكورية في الثمانينيات والتسعينيات، وهم كبار الآن، لكننا أشركناهم في العمل”.
أضاف: “فهمنا في كوريا منذ 4 آلاف عام، عناصر الكون المتمثّلة في 3 مكوّنات، هي الأرض والسماوات والإنسان، يُرمز لهم بالمربع والدائرة والمثلث، وهي الرموز التي تتكامل من خلال التواصل بين الأهرامات و”المعابد الأربعة”، كما تشير الجدران 16، التي يتكوّن منها العمل الفني، إلى ارتباط الماضي والحاضر والمستقبل”.
ويقول الفنان المصري خالد زكي، الذي يشارك بعمل بعنوان “السباق”: “يعيش العالم كله حالياً حالة “سباق”، وصراع الحضارات لا ينتهي، ومن خلال عمله وهو فَرَسان مصنوعان من معدن برّاق، وعلى الرغم أنهما كتلة واحدة، لكنهما يَظهران في حالة انطلاق، بينما تتناثر أسفلهم العجلات القديمة، التي يبدو بعضها متعثّراً، والجزء الآخر مدفون في الرمال، كما لو أن الأشياء القديمة تُدفن بينما الجديد ينطلق”.
أضاف: “هذا العمل الذي استغرق إنجازه ثلاث سنوات، يوضح أن بعض الدول أصبحت تمتلك مفاتيح العلم، وتنطلق للأمام، بينما تتعرض الكثير من الدول صاحبة الحضارة والأرض للتهديد. إن أن أكبر تحدي واجهته كان إظهار كتلة مجسّم الفرس في حالة انطلاق”.
وتقول الفنانة اللبنانية ماريا خوري عن عملها الفني “ب ح ب”: “شاركت بهذا العمل للمرّة الأولى في متحف فانكوفر، وهي المرةّ الأولى التي أعرض فيها بمنطقة الشرق الأوسط. أما بالنسبة للأهرامات، فهي مكان مثالي وعظيم لأعرض عملي بجوارها”.
تضيف: “عملي هو عبارة عن تركيبات نحتية تستخدم الخط العربي، ويمكن للناس الجلوس عليه ولمسه والإحساس به”.
وقال الفنان الإسباني خافيير ماسكارو، إنه “تحمّس للغاية للمشاركة في المعرض، وخصوصاً أنه يستوحي أعماله بشكل عام من الحضارات القديمة، والحضارة المصرية هي الأقدم والكل يتعلم منها”.
أما عن قطعته الفنية في المعرض التي تحمل اسم “الخروج”، فأوضح أنها “مستوحاة من فكرة الخلود في مصر القديمة؛ فالوقت لدى المصريين القدماء، كان من أهم عوامل حضارتهم، والقطعة عبارة عن 26 مركباً جمعتها بنفسي على اختلاف أحجامها، واستغرق ذلك مني العمل سنوات عدّة”.
وأكد كيم يونجهيون، سفير كوريا الجنوبية في القاهرة، “أن المعرض هو مناسبة مذهلة، وتسعدنا مشاركة الفنان الكوري العالمي إيك- جونج كانج، من خلال عمله “المعابد الأربعة”، بمشاركة أكثر من 5 آلاف طفل، وهو يبعث من خلال عمله رسالة للعالم كله، حول أهمية السلام والأمل في المستقبل”.
وأكد أنه يتطلّع لمزيد من مشاركة الفنانين الكوريين في السنوات المقبلة، خاصة وأن الكثير من الشباب المصري يُقبل على تعلّم اللغة الكورية، ويرغب في معرفة المزيد عن الثقافة الكورية، وهذه المعارض فرصة جيدة للتبادل الثقافي.
وقال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق: “أنا منبهر بوجود 12 فناناً من دول العالم، جاءوا ليعرضوا أعمالهم في ظلال الأهرامات، وأعتقد أن ذلك سيكون أهم حدث في حياة هؤلاء الفنانين، كما أنه يُرسل رسالة للعالم كله بأن مصر بلد الأمان”.