تثبت السلطات في الصومال الآلاف من كاميرات المراقبة الأمنية في أنحاء العاصمة مقديشو، في خطوة تستهدف رصد أنشطة مسلحي “حركة الشباب” وطمأنة السكان، لكنها تثير أيضاً مخاوف بين أصحاب المتاجر من احتمال تعرضهم لهجمات انتقامية من الحركة.
ويقول مسؤولون إن كاميرات المراقبة يجري تركيبها هذا العام في إطار مبادرة حكومية محلية لمراقبة المسلحين في المدينة وضمان اضطلاع قوات الأمن بواجباتها على نحو سليم.
والهدف من المبادرة هو الحد من التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي تعاني منها مقديشو خلال الصراع المستمر منذ نحو 20 عاماً مع “حركة الشباب” المسلحة التي تسعى للإطاحة بالحكومة.
ووفقاً لـ”رويترز”، فإن المدينة التي للمسلحين فيها جواسيس بكل مكان، تتعرض بعض المتاجر التي ثبتت كاميرات مراقبة لاعتداءات.
وقال نائب رئيس بلدية مقديشو محمد أحمد ديري، لـ”رويترز”، إن ثلاثة أشخاص على الأقل سقطوا وأُصيب أربعة في سلسلة هجمات استهدفت متاجر تضع كاميرات منذ بداية الشهر الجاري في دينيلي وهودن بمقديشو.
وقال عدد من أصحاب المتاجر للوكالة، إن “حركة الشباب” طالبتهم بإزالة الكاميرات، فيما يحذرهم مسؤولون حكوميون من عواقب الامتثال لهذه الطلبات.
وبعد الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة، قال ديري “نحذر (أصحاب المتاجر) من تنفيذ أوامر الإرهابيين. أي شخص يزيل الكاميرات سيحاسب بالقانون”.
وقال فرح عدن، صاحب متجر في دينيلي لـ”رويترز”، إن أصحاب المتاجر باتوا عرضة لهجمات المسلحين ويشعرون بأنهم في حالة حصار بين المسلحين والمسؤولين الحكوميين.
وأضاف “هناك مخاوف جديدة بسبب كاميرات المراقبة… أصبحنا في ورطة. بيتنا محاصرين بين اتجاهين عكس بعضهما”.
وفي المقابل، أشاد بعض السكان بتركيب كاميرات المراقبة الجديدة. وقال أحمد إبراهيم وهو طالب جامعي في السنة الثانية إن كاميرات المراقبة توفر طمأنينة للناس خلال ممارستهم أنشطة حياتهم اليومية.
وأضاف “في الماضي، كان من الصعب الذهاب إلى المدارس أو الجامعات أو حتى العودة إلى المنزل لأنه كانت تحدث انفجارات خارج المدرسة أو الحرم الجامعي”.
وقالت سميرة أولو (30 عاماً)، وهي أم لستة أطفال وتبيع طعاماً أمام منزلها، إنها تخشي حدوث عمليات إطلاق نار عندما تكون في أماكن عامة.
وأضافت “هناك خوف دائم في الصومال، والآن في مقديشو. عندما نذهب إلى المتاجر لشراء طعام مثلاً، قد نفاجئ بوقوع هجوم على صاحب المتجر، وهذا أمر خطير”.