اجتمعت لجنة الأمن التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء لمناقشة “الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة” بشكل طارئ.
خلال الجلسة، أعرب ممثل فرنسا عن دعوة بلاده لإسرائيل لوقف الأعمال التي قد تؤدي إلى تحويل أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى إجرامية وتفاقم الوضع. وقد أدانت فرنسا مرارًا الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع مجلس الأمن للتوصل إلى حل الدولتين. وأشار ممثل فرنسا أيضًا إلى تدهور الوضع الإنساني في لبنان نتيجة الهجمات الإسرائيلية، مؤكدًا على أهمية تطبيق القرار 1701 لضمان السلام بين إسرائيل ولبنان، مشددًا على إدانته لهجوم حزب الله على قاعدة في بنيامينا والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود.
من جانبها، تحدثت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن الصور المروعة التي شاهدتها من غزة، حيث يتم حرق المدنيين النازحين أحياء بعد الهجوم الإسرائيلي. وأكدت على التزام إسرائيل بتجنب سقوط قتلى بين المدنيين، حتى في ظل استخدام حماس لهم كدرع بشري، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قد أوضحت لإسرائيل أهمية التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.
وأضافت غرينفيلد أنه للمرة الأولى منذ أسابيع، تم فتح معبر إيريز، وأن إسرائيل التزمت بجلب المساعدات عبر معبر واحد على الأقل. ورغم دخول الشاحنات للمرة الأولى منذ أسابيع، إلا أن هناك حاجة ملحة لمزيد من المساعدات. وأشارت إلى أن قوافل الأمم المتحدة ستتمكن من استخدام الطرق بعد إصلاحها، وأن إسرائيل تعمل مع بنك الطعام العالمي لتحسين البنية التحتية للإمدادات.
وتحدثت عن ضرورة إجراء جولة ثانية من التطعيمات ضد شلل الأطفال، مشددة على أهمية أن تشمل جباليا. وأكدت أن التقدم الذي تحقق حتى الآن غير كافٍ، وأن الولايات المتحدة ستستمر في التأكيد على ضرورة إدخال المواد الغذائية والمساعدات إلى غزة على الفور، وأن فترات الاستراحة الإنسانية لتوزيع اللقاحات والمساعدات ضرورية.
وفيما يتعلق بـ”سياسة التجويع” في شمال قطاع غزة، اعتبرت غرينفيلد أنها مروعة وغير مقبولة، ولها عواقب بموجب القانون الدولي والأمريكي. وقد أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تقول إن هذه ليست سياستها، ولكن الولايات المتحدة ستواصل التأكد من أن تصرفات إسرائيل تتماشى مع هذا الموقف، معبرة عن قلقها إزاء سياسة الإخلاء في شمال غزة.
وتابعت: “يجب على جميع الأطراف تجنب الإخلاء القسري الذي ينتهك القانون الدولي. لنكن واضحين – المدنيون محميون بموجب القانون الإنساني، ولا يمكن اعتبارهم مقاتلين إذا رفضوا الإخلاء”.
كما أضافت أنه مع اقتراب فصل الشتاء، وبعد مرور عام على القتال، ومع تدهور قدرة حماس، يجب على إسرائيل العمل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوضع خطة لإعادة المدنيين وتوفير ملجأ لهم. ودعت الولايات المتحدة إلى بدء العمل على إعادة بناء البنية التحتية في غزة، مؤكدة أن سكان غزة بحاجة إلى استعادة حياتهم.
وأكدت غرينفيلد أن السلام الدائم ضروري لتحقيق ذلك، مشددة على أن وقف إطلاق النار مع الإفراج عن الرهائن يمكن أن يبدأ اليوم إذا قبلت حماس العرض المطروح على الطاولة.