يصل، بعد ظهر الجمعة، إلى العاصمة المصرية القاهرة وفد قيادي من حركة حماس الفلسطينية، فيما قالت مصادر إن الولايات المتحدة اقترحت إجراء صفقة أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين من أجل تمديد وفق إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مصدر مطلع لـ”الشرق” إن وفد حماس، الذي يضم رئيس وفدها المفاوض خليل الحية، يزور القاهرة لإجراء مشاورات تتعلق بتطورات الجهود المصرية القطرية لإنهاء الأزمة الحالية في المفاوضات العالقة مع إسرائيل، والدفع باتجاه استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مصدر مطلع في حماس لـ”الشرق” إن الوفد سيطلع ايضاً على تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، على ضوء نتائج القمة العربية الطارئة، الداعمة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وترتيبات إدارة قطاع غزة والإعمار.
صفقة أميركية
من جانبها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر أن الولايات المتحدة اقترحت على “حماس” إطلاق سراح عدد من المحتجزين الأحياء، بينهم الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة شهرين، واستئناف المساعدات الإنسانية للقطاع.
ونقلت الصحيفة الأميركية، الجمعة، عن مصادر مطلعة على المفاوضات طلبت عدم الكشف عن هوياتهم، قولها إن الخطة كانت واحدة من عدة خيارات نُوقشت كوسيلة محتملة للمضي قدماً خلال محادثات أخيرة عقدت في قطر بين مسؤولين أميركيين وآخرين من الحركة.
وذكرت الصحيفة أنه يوجد على الطاولة أيضاً اقتراح تقدم به ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، لتمديد وقف إطلاق النار الحالي نحو 50 يوماً، حتى نهاية شهر رمضان، وعطلة عيد الفصح.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما يصفه بأنه “خطة ويتكوف”، التي ستبدأ بالإفراج عن نصف المحتجزين المتبقين وتنتهي بإطلاق سراح الباقين.
وذكرت مصادر مطلعة على موقف “حماس”، أن الحركة رفضت اقتراح ويتكوف، لكنها لم ترد على الفور على خيارات أخرى.
وأضافت المصادر أن “الحركة تدرس المزايا المحتملة للصفقة المباشرة مع إدارة ترمب، بينما تواصل إصرارها على أن الهدف النهائي للمفاوضات يجب أن يكون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، والنهاية الدائمة للحرب بالتزامن مع الإفراج النهائي عن المحتجزين، كما هو منصوص عليه في الاتفاق الذي وقعه الطرفان في يناير”.
في حين قال مسؤول عربي مطلع على المفاوضات إن اجتماعاً مباشراً واحداً فقط عقد مع “حماس”. وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات إن عدة جولات من المحادثات أجريت بين مبعوث الرهائن الأميركي آدم بوهلر، والقيادي البارز في “حماس” خليل الحية في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف الدبلوماسي أن “المناقشات كانت مباشرة، واجتماعات ثنائية جرى تيسيرها بين الجانبين، ولم تنسق بواسطة قطر”.
“محادثات مباشرة”
وأقر الرئيس ترمب بإجراء “محادثات مباشرة” مع الحركة الفلسطينية، الخميس، قائلاً للصحافيين في المكتب البيضاوي “إننا نجري مناقشات مع حماس” بشأن المحتجزين الأميركيين والإسرائيليين. ونفى أي تلميح بأن الولايات المتحدة عرضت دفع أموال مقابل الإفراج عنهم، قائلاً: “نحن لا نعطي نقوداً”.
وأكدت مصادر في حماس لـ”الشرق”، الأربعاء، أن مسؤولين في الحركة أجروا مؤخراً محادثات مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر تركزت حول إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، ومصير الحرب في قطاع غزة.
وقالت المصادر إن الحركة وافقت على إجراء عملية تبادل لحمَلة الجنسية الأميركية في حال تلقّيها تعهدات كافية من الإدارة الأميركية بأن ذلك سيقود إلى تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن الاتفاق على وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأشارت إلى ظهور خلافات بشأن أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم مقابل هؤلاء المحتجزين الإسرائيليين، لكنها أكدت أن الباب ما زال مفتوحاً أمام المزيد من المباحثات.
وقال ويتكوف، للصحافيين في البيت الأبيض، الخميس: “كل المحتجزين” مهمون للإدارة، “لكن عيدان ألكسندر أميركي.. لذا فهو يمثل أولوية قصوى بالنسبة لنا”.
وأضاف ويتكوف الذي يخطط للسفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل: “نأمل أن نرى نوعاً من حسن التصرّف الأسبوع المقبل، وسأكون قادراً على الذهاب إلى هناك وإجراء مناقشات”.
وليس من الواضح ما إذا كان ويتكوف يخطط لعقد اجتماعات مباشرة مع مسؤولين من حركة “حماس”، لكنه أضاف: “نحن مستعدون لإجراء حوار، ولكن إذا لم ينجح الحوار، فإن البديل ليس بديلاً جيداً لحماس”.
ومن بين 14 أميركياً من بين نحو 250 شخصاً احتجزتهم حركة “حماس” خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، فإن ألكسندر، وهو أميركي-إسرائيلي يبلغ من العمر 20 عاماً من نيوجيرسي، وجندي في الجيش الإسرائيلي، هو الأميركي الأخير من بين نحو 20 محتجزاً على قيد الحياة متبقين في غزة بعد عدة عمليات إطلاق سراح سابقة. كما توجد جثث 4 أميركيين لدى “حماس”.
ترمب يهدد “حماس”
ووجَّه ترمب، الأربعاء، تهديداً إلى “حماس” مطالباً إياها بإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة على الفور، و”إلا فسينتهي أمركم”، وذلك بعد “محادثات مباشرة” بين الحركة الفلسطينية ومسؤول أميركي بشأن الرهائن، ومصير الحرب في القطاع.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، إطلاق سراح المحتجزين المتبقين خلال مرحلة ثانية، تشمل التفاوض على خطط إنهاء الحرب.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، السبت، وفرضت إسرائيل منذئذ حصاراً كاملاً على جميع البضائع التي تدخل غزة، وطالبت “حماس” بإطلاق سراح المحتجزين المتبقين دون بدء مفاوضات إنهاء الحرب.