أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الثلاثاء، استقالته من منصبه لتدخل حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل، تحملاً للمسؤولية عن “الفشل” الذي حدث في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، فيما أعرب وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن اعتزامه “اتباع إجراءات منظمة وسريعة” لاختيار مرشح جديد للمنصب.
وأفاد هاليفي في خطاب الاستقالة، بأنه أبلغ وزير الدفاع أنه “انطلاقاً من الاعتراف بمسؤوليتي لفشل الجيش في السابع من أكتوبر، وفي النقطة الزمنية التي رسم فيها الجيش إنجازات ملموسة وخلال تطبيق اتفاق لتحرير المحتجزين أود إنهاء مهام منصبي في السادس من مارس 2025”.
وأشار إلى أنه في الفترة الزمنية المقبلة سيقوم بـ”إنجاز التحقيقات الداخلية وبتعزيز جاهزية الجيش للتحديات الأمنية”، مؤكداً أنه “سيضمن “انتقالاً سلساً ومنظماً” لخليفته.
ويرى هاليفي، العسكري المخضرم الذي أمضى 4 عقود في الخدمة حتى الآن، أن الشرق الأوسط “تغيّر”، و”خارطة التهديدات تغيرت بشكل جذري”، متحدثاً عن العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان وإيران وسوريا.
فشل القوات الإسرائيلية
وكتب هاليفي في خطابه: “صباح السابع من أكتوبر 2023، وتحت قيادتي، فشلت القوات الإسرائيلية في مهمتها لحماية مواطني إسرائيل الذين دفعوا ثمناً باهظاً ومؤلماً من الأرواح البشرية والمختطفين والجرحى بالجسد والروح”.
وأردف: ” ترافقني مسؤوليتي عن هذا الفشل الذريع كل يوم، ساعة بساعة، وستظل كذلك طوال بقية حياتي”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن أهداف الحرب في قطاع غزة “لم تتحقق بعد”.
وأكد رئيس الأركان، أن الجيش “بدء تحقيقات غير مسبوقة وواسعة النطاق خلال الحرب، وذلك بهدف تحسين وتعزيز القدرات القتالية والدفاعية”، مبيناً أن هذه التحقيقات في مراحلها النهائية حالياً.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يستقيل هاليفي من منصبه في أعقاب سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد في تاريخ إسرائيل، فيما لم يتضح بعد من سيخلفه في المنصب.
البحث عن بديل
من جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قبل استقالة هاليفي، في بيان، رئيس الأركان على “قيادته” للجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب على غزة.
كما وجه وزير الدفاع الشكر إلى هاليفي على إسهاماته في الجيش، وأثنى عليه لقوله إنه سيواصل أداء واجباته لحين تعيين الضابط الذي سيحل محله، وأعرب كاتس عن اعتزامه “اتباع إجراءات منظمة وسريعة لاختيار المرشح لمنصب رئيس الأركان”.
وعلى الرغم من الغضب الشعبي بسبب أحداث السابع من أكتوبر، تقاوم حكومة نتنياهو دعوات تطالب بفتح تحقيق حكومي في مسؤوليتها عن الخرق الأمني الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن سقوط 1200 واحتجاز نحو 250 شخصاً.
وكان هاليفي على وفاق مع وزير الدفاع السابق يوآف جالانت الذي أقاله نتنياهو في نوفمبر الماضي، كما كان على خلاف مع بعض الوزراء بشأن الإعفاء من التجنيد الإلزامي الممنوح للطلاب المتزمتين في المعاهد الدينية اليهودية.
وتعرض هاليفي لانتقادات متكررة من المتشددين في حكومة نتنياهو، بمن في ذلك من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي قال إن سلوكه في الحرب في غزة كان متساهلاً للغاية.
وأشاد سموتريتش، الثلاثاء، بهاليفي لـ”نجاح الجيش في تحطيم القدرات العسكرية لـ(حماس) خلال الحرب”، لكنه ألقى باللوم عليه أيضاً في “الكارثة التي وقعت في السابع من أكتوبر”.
وقال سموتريتش الذي عارض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: “انتقادي لفشله في الحملة للقضاء على قدرات (حماس) المدنية والحكومية، وكذلك مسؤوليته عن فشل السابع من أكتوبر، لا يقلل من الامتنان الكبير الذي ندين له به لكل أعماله وإسهاماته على مدى السنين وإنجازاته”.
وأردف: “ستشهد الفترة المقبلة تغيير القيادة العسكرية العليا في إطار الاستعدادات لاستئناف الحرب، وهذه المرة في الضفة الغربية حتى تحقيق النصر الكامل”.
استقالة قائد القيادة الجنوبية
واستقال بالفعل عدد من كبار ضباط الجيش بسبب الإخفاق في السابع من أكتوبر، كما أعلن قائد القيادة الجنوبية للجيش الميجر جنرال يارون فينكلمان، الثلاثاء، أنه سيستقيل أيضاً.
وجاء في رسالة استقالته إلى هاليفي: “بناء على ما يمليه عليّ ضميري والقيم التي توجهني، قررت إنهاء فترة ولايتي كقائد للمنطقة الجنوبية وخدمتي في الجيش الإسرائيلي”.
كما أعرب عن “فشله” في أداء واجبه خلال أحداث 7 أكتوبر 2023 “في حماية منطقة النقب الغربية وسكانه”، وتابع: “سأستمر في مهمتي طالما كانت هناك حاجة لي”، لكنه لم يحدد موعداً لاستقالته.
وبعد 15 شهراً من الحرب في قطاع غزة، دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس” حيز التنفيذ، الأحد الماضي، إذ تم إطلاق سراح 3 محتجزات إسرائيليات من بين 33 محتجزاً، والذين من المقرر إطلاق سراحهم خلال الأسابيع الستة المقبلة.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، يعتقد أن قرابة 94 محتجزاً ما زالوا في غزة، على الرغم من أن بعضهم ربما ماتوا وهم رهن الاحتجاز منذ ذلك الحين.